القاهرة/الحدث الخليجي
أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن ما ذهبت إليه السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين من إجراءات ضد قطر لا تعد حصاراً، بأي حال، وذلك وفق قواعد القانون الدولي والأعراف السياسية والدبلوماسية، لأن قطع العلاقات ليس حصاراً من أي نوع، مؤكدين أن ما يتم مجرد مقاطعة تستهدف إفاقة قطر وإعادتها لجادة الصواب بما يخدم مصالحها ومصالح شعبها، ويخدم أيضاً العلاقات الخليجية - الخليجية والمصالح القومية العربية.
وأوضحوا ل«الخليج» أن دول الإمارات، والسعودية، والبحرين، تراعي البعد الإنساني في العلاقة مع الشعب القطري، وما كان لقطع العلاقات أن يحدث لولا إصرار الحكم في قطر على المضي في غيه، والإصرار على التورط في دعم الإرهاب والإرهابيين، بما يضر بالمصالح الخليجية والعربية.
أوضح الخبراء أن فرض حالة الحصار له أدوات وآليات واضحة ومعروفة، لم تتعرض قطر لها، فالموانئ والمطارات القطرية تعمل بشكل طبيعي، كما لم يحدث أن تم اعتراض أو استيقاف أي باخرة قطرية، كما أن المطارات القطرية مفتوحة أمام حركة الطائرات.
فارق كبير
قال عبدالعليم محمد، الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن هناك فارقًا كبيرًا بين المقاطعة والحصار، وأن ما حدث لا يمكن وصفه بالحصار، فهو قطع للعلاقات الدبلوماسية والتجارية، وذلك بسبب ما تكشف من قيام قطر بتمويل ودعم الجماعات الإرهابية، الموثق بالدلائل والقرائن، ولعل القائمة التي طرحتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين مؤخرا، والتي ضمت أسماء الكيانات والشركات والأشخاص الداعمين للإرهاب دليل جديد على دعم قطر للإرهاب، فضلا عن توجهات قناة الجزيرة التي تغذي الفتنة الطائفية والتدخل في الشؤون الدولية لعدد من الدول العربية، عبر التحريض ونشر الأخبار الكاذبة المكذوبة.
البعد الإنساني
قال الدكتور أحمد دراج، القيادي السابق بحزب الدستور: إن الدول العربية الأربع تراعي البعد الإنساني تجاه الشعب القطري، ولم تقم بحصار، كما تدعي قطر، لاسيما أن هناك موانئ ومطارات قطرية لا تزال تعمل، ربما تعمل بطريقة أقل بسبب المقاطعة، لكنها لا تخضع للحصار، مشيرا إلى أنه لو تم تطبيق الحصار لعاشت قطر أزمة عنيفة على كل المستويات.
وأوضح دراج أن الحصار له أدواته، التي تكاد تشابه في بعض الإجراءات أي إجراء أمني أو عسكري، لكن الذي يحدث الآن مع قطر مجرد مقاطعة أتت نتائجها، التي كانت ترغب فيها الدول صاحبة قرار المقاطعة.
سلامة البحار والأجواء
اعتبر الدكتور علي الغتيت، أستاذ القانون الدولي، أن ما يحدث تجاه قطر مقاطعة وليس حصاراً بالمعنى المفهوم في القانون الدولي، لاسيما أن سفن وطائرات قطر لم تتعرض لأي اعتراضات في البحار أو الأجواء، فكل ما حدث أن دول الجوار التي قطعت علاقاتها أغلقت الحدود مع قطر، وسحبت سفراءها، وفي إجراء دبلوماسي متعارف عليه.
وقال: على قطر أن تتصالح مع الجوار، وأن تستجيب لمساعي أمير دولة الكويت من أجل إنهاء الأزمة، وأن تعيد قراءة المشهد من جديد، وترتب أوراقها، وتعدل من مسلكها السياسي، الذي تتحفظ عليه دول الخليج ومصر، مشيرا إلى أن هذه المقاطعة ستلحق ضررا باقتصاد قطر، التي تعد دولة مستوردة وغير منتجة.
صوت لإيران وتركيا
قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن قطر دائما تتحدث برؤية إيران وتركيا حين تقول إن ما ذهبت إليه دول الخليج ومصر نوع من الحصار، فهذا ما تروج له أدواتها الإعلامية، غير أن الواقع يؤكد أن الذي حدث مجرد قطع علاقات، حتى تفيق قطر من غيها، وتعود إلى حضن الدول الخليجية والعربية، شريطة التخلي عن ممارستها في دعم الإرهاب وتمويله، لكن يبدو أنها فضلت الرؤية الإيرانية على الرؤية العربية، واستمرت في دعمها للإرهاب، وإيواء عناصره وقادته، معتمدة في ذلك على مساندة إيران وتركيا، وطالبت تركيا رسمياً بإرسال قوات إلى الدوحة، وهو ما يمثل تصعيدا خطيرا. وأبدى اللاوندي مخاوف أن يكون ما تخطط له قطر بداية لحرب لا ترغب دول الخليج ومصر في خوضها ضد دولة شقيقة، بقدر ما ترغب تلك الدول في أن تكف قطر عن دعمها للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول.
التصعيد تم من جانب قطر
يقول الدكتور عمر حلمي، وزير الصحة الأسبق: إن قطر دائما ما تصعد ضد الدول العربية ولعل الأزمة الحالية كشفت مدى ارتباط قطر بدولتي إيران وتركيا والجماعات الإرهابية على حساب المصالح العربية.
واعتبر حلمي ما قامت به بعض الدول العربية مجرد قطع علاقات وليس حالة حصار، موضحًا أن قطر تخادع عندما تدعي أنها استطاعت خرق هذا الحصار. وتساءل: كيف لقطر أن تدعي أنها محاصرة وسماؤها مفتوحة أمام حركة الطيران، وموانئها تعمل بشكل طبيعي، ولم تتعرض أي باخرة قطرية لأي اعتراض بحري.
الخروج على الصف العربي
قال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان: إن قطر خرجت على الصف العربي، والإطار العام لمجلس التعاون الخليجي، منذ فترة من الزمن، وقد فشلت محاولات بعض الدول الخليجية في إثناء قطر عن الممارسات، التي تقوم بها تجاه مصر وغيرها، وهو ما دفع الدول العربية الأربع إلى الإعلان رسميا عن قطع العلاقات وسحب السفراء، بعد أن تكشفت أمام حكوماتها وقادتها معلومات مؤكدة تشير إلى تورط قطر في دعم الإرهاب، وفي مخطط لاغتيال بعض الشخصيات، من بينها شخصية رفيعة المستوى في المملكة العربية السعودية. وأوضح الدسوقي أن قطر دولة اعتادت الخروج دوما على الإجماع العربي، كما تتعمد إحداث قلاقل وفتن في بعض الدول، عبر دعمها المباشر لبعض العناصر المناوئة لحكوماتها وعبر أداتها الإعلامية «الجزيرة»، بحثاً عن دور في المنطقة لا تستحقه.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم
ابتساماتاضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.