أكاديميون : ادّعاء قطر بوجود حصار آلة دعائية لخلط الأوراق

وطن الاخبارية/الحدث الخليجي
أكد أكاديميون في جامعة الإمارات أن المحاولات القطرية لتفسير خطوة الدول المقاطعة لسياساتها الإرهابية والشاذة، بأنها حصار، تندرج تحت بند استخدام سياسة المظلومية وخلط الأوراق، بينما الحقيقة تقول إن الخطوة هدفها المصلحة الخليجية العامة، التي استدعت الإجراءات المتمثلة في المقاطعة وفرض العزلة.
وأشاروا إلى أن ذلك يأتي في إطار الآلة الدعائية القطرية التي تعتمد على قناة «الجزيرة» التي أساسها الكذب والتلفيق واختلاق الأحداث.

محاولة للتعاطف

وأكد الدكتور عتيق جكة المنصوري، رئيس مركز السياسة العامة والقيادة، وأستاذ العلوم السياسية، أن ما يجري مع قطر، هو مظهر من مظاهر الاستياء والاحتجاج على سياستها، تجسد في مقاطعة سياسية واقتصادية، وما زالت أجواؤها وموانئها مفتوحة، وتستطيع استخدامها في التواصل مع العالم.
وأضاف أن ادعاء قطر بأنها محاصرة، هو محاولة لاستخدام سياسة المظلومية لجلب التعاطف معها والإساءة إلى الدول الأخرى، مؤكداً أن التصرفات القطرية الشاذة والمتمردة على المصلحة الخليجية العامة، استدعت المقاطعة، بمعنى أن تضايق دول مجلس التعاون من سياستها، هو الذي أدى إلى اتخاذ هذا القرار. وأوضح الدكتور المنصوري، أن قطع العلاقات مع قطر ليس بالقرار السهل على دول المجلس، لكن بات ضرورياً، مع إصرار الحكومة القطرية على سياستها المضادة لها، وتهدد أمن الخليج واستقراره، وعدم تراجعها عن مواقفها وعدم التزامها بتعهداتها عام 2014. وعلى الحكومة القطرية تحمل مسؤولية اتخاذ هذا القرار.

أساليب مكشوفة

ويقول الدكتور حسن قايد الصبيحي، عضو هيئة التدريس، إن الرد الذي استخدمه الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، كان حاسماً ومفحماً وعلمياً، حيث يتمتع الدكتور قرقاش بالخبرة الأكاديمية والحنكة السياسية، ووضعَ تفسيراً جازماً للتفريق بين المقاطعة والحصار. وأضاف: «نحن بحاجة إلى مثل هذا النموذج في التفكير لمواجهة الآلة الدعائية القطرية التي تعتمد على «الجزيرة» التي أساسها الكذب والتلفيق واختلاق الأحداث».
وأضاف: «صحيح أن الدول المقاطعة أقدمت على هذه الخطوة مكرهة؛ لأنها تبني مواقفها وسياساتها على أساس الالتزام بالمبادئ والقيم واحترام الإنسان، دون النظر إلى جنسه أو لونه أو طائفته، وأن موقف هذه الدول يتميز بالالتزام النموذجي والأخلاقي في علاقاتها مع الدول الأخرى، وأن قضية الحصار التي فنّدها الوزير تقع بعيداً عن سياسات دول المقاطعة، لاسيما أن الحصار يعني سدّ كل الشرايين التي تصب في الاقتصاد، وليس كما هي الحال الآن، حيث تعمل الموانئ والمطارات في قطر».

جغرافيا مفتوحة

ويشير الدكتور حسام العلماء، مدير إدارة البحث العلمي في وزارة التربية والتعليم، إلى أن جغرافيا دولة قطر، شبه جزيرة محاطة بالبحر من ثلاث جهات، وتتمتع بساحل طويل ممتد يربطها من خلال موانئها بالمسطحات البحرية من خلال الخليج العربي، ومضيق هرمز، وخليج عمان، ثم المحيط الهندي، فليس هناك حصار، فضلاً عن المطارات؛ إذ يمكن لها ممارسة نشاط الانتقال للأشخاص والبضائع بكل سلاسة، وهو ما يتنافى مع القول إن هناك حصاراً مفروضاً عليها، حينها لا يمكن لها تتصل بالعالم إلا عبر الدول التي تحاصرها.